منوعات

مؤسسة شملان الاجتماعية واهميتها في المجتمع

هاديه جابر مديرة مؤسسة شملان الإجتماعية اختارت العمل الإنساني الأسمى مع ذوي الاحتياجات الخاصه وبالتحديد ممن يعانون الإعاقة الذهنيه وهي تفسر هذا العمل وأبعاده ومعطياته كما تحدد نتائجه وفوائده على المستفيدين وعلى أسرهم  كما دور المؤسسات الإجتماعية وأهمية ما تلعبه في حياة المجتمع ككل . 

كيف تقيمين عمل مؤسسة شملان الإجتماعي والدور الذي تلعبه؟
 إن مؤسسة شملان الإجتماعية هي صرح من صروح مؤسسات الرعاية الإجتماعية في لبنان -  دار الأيتام الإسلاميه التي تأسست عام 1917 وهي بدورها عنوان لتاريخ عريق جاء لتلبية احتياجات المجتمع ورعاية الأيتام والحالات الإجتماعية الصعبة  وتأمين الحماية لهم الى جانب رعاية كبار السن والأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة. وقد انتشرت الدار في العاصمه وضواحيها وصولا الى كل المحافظات اللبنانيه لكي تخدم أبناء الوطن دون اي تمييز . وها هي الآن أضحت منظومة وطنيه طوعيه انتشرت في كل المحافظات اللبنانيه ومن ضمنها مؤسسة شملان الإجتماعية في محافظة جبل لبنان وتحديدا في قضاء عاليه ببلدة شملان. لقد انطلق عمل المؤسسه في العام 1998 وهي متخصصه في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنيه وتخدم سنوياً ما يقارب ٣٥٠ طفل وأسرة كما انها تقدم خدماتها في الرعايه الداخليه للأولاد الآتين من مناطق جغرافيه بعيده او الذين يعانون من مشاكل اجتماعية واسريه ويتطلب وجودهم ضمن رعاية المؤسسه لفتره محدده بالإضافة الى الرعايه النهاريه الخارجيه لأبناء المنطقة من قرى المحيط .ان الرعاية الأسرية والتنمية المجتمعية التي تقدمها المؤسسه تتضمن خدمات إرشاد ودعم أسري لتمكين أسر أبنائنا وتوجيه وإرشاد أسر المنطقة وتأمين الرعاية والتنميه الاجتماعية بالتشارك مع هيئات وفعاليات المنطقه وخصوصا البلديات. 

كيف تتوزع أقسام المؤسسه وأعمالها؟ 
أولا يوجد أقسام الرعاية الداخليه التي يتم فيها تأمين كل احتياجات ومستلزمات أولادنا من ملبس وتغذيه ورعايه صحيه والتدريب على المهارات الإجتماعية والإستقلالية ولقاحات وغيرها بالإضافة الى تأمين كل احتياجاتهم اليوميه وما يصب في الصحة النفسية . أما الرعايه الخارجية فتتضمن الأقسام التربوية التأهيلية وهي عباره عن صفوف تعليمية وتدريبيه وفق منهج متخصص خاص بذوي الإعاقة الذهنية وهو بكل فخر من إعداد مؤسسات قطاع التنمية الفكرية في  مؤسساتنا بالإضافة الى المهارات الإجتماعية العاطفيه النفسيه الحركيه والتواصليه التي يحتاجها كل طفل ومجالات النمو كافة التي يحتاجها كل طفل . ايضا لدينا مركز شملان المهني الذي يضم مشاغل متخصصه تتناسب وقدرات أبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنيه ولدينا رخصه رسمية حيث يتم الحصول على شهادات بمستوى اختصاص خاص  تصدق من مديرية التعليم المهني والتقني تساعد أبنائنا للإنخراط بسوق العمل . تتنوع المشاغل ما بين تمديدات صحيه ِ نجاره ِ خياطه وتطريز ِ تنسيق شتول وطباعة كمبيوتر بالإضافة الى مشغل يضم حوالي 10 أنواع من الحرف المتعدده التي يتم تدريب المسعفين عليها. لقد تخرج عدد من أبنائنا وهم يعملون حاليا بالإضافة الى مجموعه اخرى في طور التخرج والنزول الى سوق العمل. 
ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم على هذا الصعيد؟ أمامنا تحديات كبرى كثيره لا سيما إقناع أرباب العمل بقدرات مسعفينا وحالياً بعد الأزمة أصبحت الصعوبات أكثر طبعاً بظل البطالة والإنهيار الإقتصادي .  لكننا نحاول التعاون قدر الإمكان   مع أسرهم وأرباب العمل وقد وصل بعض الأبناء الى مرحلة اصبحوا فيها منتجين ومستقلين وليسوا عبئا على أحد بل أنهم اليوم عناصر فاعلة في المجتمع . لدينا في المركز مجموعات ذات قدرات أضعف نزودها بالتدريب الحرفي ايضا لكي يكون لديها انتاجها المنزلي تحت إشراف اسرتها ويوجد فئه ذات إعاقة شديده وقدراتها ضعيفه جدا وهي تحتاج الى متابعة دائمه واشراف و لكن ايضا بمشاركة أسرتها  باستطاعتها إنتاج بعض المهارات من الحرف ونحن نتابعها وندرب الأسره على كيفية التعامل معها ضمن التكيف الإجتماعي والتواصلي والمتابعة والمهارات الاستقلاليه اليوميه لديها. 

ماهي البرامج التي تتضمنها الرعايه الأسرية والتنمية المجتمعية؟
 إنها تتضمن عدة برامج ونحن لا ننتظر ان تأتي الحالات الينا انما لدينا منهج الاستقطاب حيث نذهب الى المناطق ونرصد الحالات التي تحتاج الى خدمة معينه لكي نوجهها اذا توفرت داخل مؤسستنا أو توجيهها الى المكان المناسب لها. لدينا بالإضافة الى مركز الاستقطاب والقبول , خدمات الإرشاد والتدخل النفسي الإجتماعي إذ نساند الأسر ونزودها بالدعم النفسي الإجتماعي وببعض البرامج مثل التربية الوالديه وكيفية التعامل مع الطفل وعدم الإفراط العاطفي معه، والتوعية الصحية والصحة الإنجابية.. الخ . كما نعمل على المساندة في بناء العلاقه المتوازنة بين الأخوه لإجراء التوازن بين أفراد العائله. بمتابعة من أخصائي الإشراف الصحي الإجتماعي كما لدينا العديد من البرامج الإرشادية التي نتوجه بها الى أسر المحيط ولدينا مثلا التدخل المبكر الذي نتوجه به الى الطفوله المبكره اي الى الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة من حديثي الولادة لغاية عمر 6 سنوات حيث نوفر له برنامج التدخل المبكر وهو برنامج منزلي لتدريب الطفل وتثقيف أهله وتحديدا الأم.  لدينا ايضا نادي العمر المديد لكبار السن من غير العجزه ضمن قسم الرعايه الأسرية وهو نادي اجتماعي ثقافي ترفيهي للمتقاعدين للمحافظة على خبراتهم ومعلوماتهم ورصيدهم في الحياة ولخلق وتجديد علاقاتهم الاجتماعية ونحن في الوقت نفسه نشركهم ببعض الأنشطة الخاصة بأبنائنا من ذوي الإعاقة وهذه الطريقه تتيح التفاعل بين الأجيال.  مؤسسة شملان ليست محصوره فقط بتأهيل وتدريب ذوي الاعاقه الذهنيه انما ايضا تعمل على برامج التنميه المجتمعيه تسعى من خلالها على ان يكون لها دور تشاركي في تلبية احتياجات مجتمعها المحلي وبالتالي نحن نعمل على تشبيك كبير مع هيئات مجتمعنا المحلي وبالدرجة الأولى مع الجهات الرسميه خصوصا المجالس البلديه ولدينا علاقات كبرى مع كل البلديات في المنطقه والمخاتير وهيئات المنطقه الصحيه والتربويه والإجتماعية والبيئية اذ يهمنا العمل على العديد من  البرامج التنموية لكي نسهم في تنمية هذا المجتمع كما ربطه مع ما ينسجم مع خدماتنا وبما يخدم قضيتنا الإنسانية التي نعمل بها مع أبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنيه وهي أهم قضيه إنسانية نعمل بها وهي دمج هؤلاء الأولاد اجتماعيا ولتحقيق ذلك علينا اشراكهم في أكثر الأنشطة والفعاليات التي تقدمها هيئات المنطقه وقد بدأنا ببرنامج الدمج هذا من خلال علاقاتنا وتشاركنا مع الهيئات والمدارس التربويه في المنطقه . لدينا نشاطات دائمه حتى اننا كنا ننظم مهرجانات كبيره دامجه سنوياً بمشاركة العديد من  مدارس المنطقه الرسمية والخاصة وحتى مع النوادي والروابط الشبابيه والهيئات والجمعيات النسائيه والبيئية بعد أن فعلنا برنامج التربية على الدمج وصولاً إلى تعزيز ثقافة تقبل الآخر . 

لدينا قسم العلاجات المسانده وهو قسم أساسي لاحتياجات مسعفينا من  ذوي الإعاقة الذهنية   ونحن لدينا مركز متخصص للتأهيل من قبل معالجين متخصصين ما بين علاج نفس حركي وعلاج نطق ولغة  وانشغالي  وعلاج نفسي . وكانت هذه 
 العلاجات  متوفره كلها  في المؤسسة على مستوى العلاج الفردي والجماعي  . لكن للأسف وبعد كل هذه الازمات  من ضمن التحديات التي نواجهها هذا العام هو عدم قدرتنا  على توفير معالجين لأن جميعهم  يطلب أجرا بالدولار الفريش وهو ما يفوق قدرة المؤسسات الاجتماعية لكن طبعاً مع حرصنا على إستمرار  توفير الرعايه الصحيه بوجود  اطباء مختصين  يقدمون كل ما يلزم من متابعه وإشراف لتأمين سلامة الأبناء الصحية .


كما لا بد إلى أنه بالإضافة  إلى المنهاج  التربو تأهيلي لدينا برامج  وأدلة موازية  من التربيه الوطنيه و مسؤوليتنا في تعزيز المواطنة في نفوس أولادنا كما لدينا منهج التربيه الجنسيه والتربية البيئية وقد أسسنا النادي البيئي داخل المؤسسه لتعزيز التربيه البيئية وتطبيق المهارات المكتسبه في التربيه البيئية وتطبيقها في حياة مسعفينا اليوميه، كما دليل التربية الحقوقية لتدريبهم  وتوعيتهم على حقوقهم وواجباتهم كما كيفية  المطالبة بهذه الحقوق . ومقابل كل ذلك نعمل على تنمية  مواهب اولادنا من خلال المواد الإجرائية فوفرنا لهم التربيه البدنيه والرياضه وهم يشاركون في مباريات محلية ودولية وبحوزتهم العديد من الميداليات والكؤوس حتى أنه سيسافر قريبا عدد من الأبناء  للمشاركه في مباريات في   في المانيابالتنسيق مع جمعية الاولمبياد الخاص. وكذلك الحال بما يخص الرسم وتنمية مواهبهم ورسومات أولادنا تملأ جدران المؤسسه  . هذا بالإضافة إلى التدريب المسرحي الذي كان من قبل الفنان هشام خداج والذي أنتج مسرحيات رائعة ومميزة  أبرزت قدرات مسعفينا وبمختلف فئاتهم كما كان له جانب علأجي لهم  ولكن ربطا بتزايد الأزمة المالية لم نتمكن من توفير هذا التدريب هذا العام .
ان كل هذا العمل هو حصيلة عمل جبار قام به فريق عمل متخصص والذي أعتبر كل جهوده رساله انسانيه مارسها باندفاع وإيمان بالقضية الإنسانية  وانتماء كبير برسالة مؤسساتنا .
لكن حاليا نواجه تحديات جمة و معاناة كبيره بفعل الظروف التي تعيشها البلاد بفعل الانهيار المالي والاجتماعي ونحن نكافح للحفاظ على استمراريتنا ونناشد أصحاب الأيادي البيضاء من المغتربين المساعده اذ أننا نتكل على دعم الخيرين من أصحاب الأيادي البيضاء الى جانب دعم وزارة الشؤون الاجتماعية. من هم أصحاب الأيادي البيضاء تحديدا؟ اننا نعتمد على أبناء مجتمعنا المحلي إذ أن مؤسسات دار الأيتام الإسلاميه أينما وجدت وفي كل المحافظات تستند على مجتمعها المحلي الخير الحريص على استمرارية هذه المؤسسات التي وثق بها ورأى أنها رغم كل الأزمات والظروف بقيت مستمره ولم تتقاعس يوما عن القيام بواجباتها وخدمة المجتمع بكل فئاته اذ انها لكل اللبنانيين دون اي تمييز. لكن حاليا الازمه المعيشية كبيره وهي تتفاقم وباتت مؤسسة شملان كغيرها من المؤسسات تعاني الأمرين للحفاظ على استمراريتها وهي تتوجه لأهل الخير من المغتربين لدعمها. ان دعم وزارة الشؤون الاجتماعية يكاد لا يسد الرمق وهي لا تزال تدفع لنا على تسعيرة العام 2011 وقد قمنا بجهود جباره نحن جميعا كمؤسسات وجمعيات والاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة والمجلس الوطني للخدمه الإجتماعية وبجهود من نائب المدير العام للإحتياجات الخاصة  لمؤسساتنا في دار الأيتام الإسلامية  الأستاذة سلوى زعتري كانت تسعى مع هذه الإتحادات وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعيه لا سيما الوزير هكتور حجار حتى توصلنا الى إقرار سعر كلفة 2012 لكننا لا زلنا نقبض على سعر 1500 ليره و بعد هذا الانهيار وتحويل الدوله لمستحقاتنا الى المصارف حيث تقوم هذه الاخيره بحجزها وتضع قيودا على سحبها بحيث اننا لا نحصل إلا على اليسير منها بعد معاناة.ان الوزاره حاليا تسدد لنا مستحقات العام 2020 و2021 وهذه المساهمات  بعد الانهيار الاقتصادي والمالي لم تعد تشكل سوى 3% من نفقات المؤسسة فيحين كانت تشكل 30% كما لم يعد المتبرعين من اهل البلد قادرين على تلبية  النفقات الكبيرة المتبقية   لذا بدأنا نتوجه لمناشده اهل الخير من المغتربين اللبنانيين لمساعدتنا بظل هذه الأزمات والنفقات العالية جدآ .  لدينا نفقات باهظه لتأمين الرعايه الصحيه والتغذيه السليمة بالاضافه الى النفقات التشغيليه من تأمين مواد الطاقة لا سيما المازوت للتدفئة والمولدات ولا ننسى شراء المياه استخدام اليومي  لأن منطقتنا للأسف لا تتوفر فيها المياه الإ قليلا    .
 كنا دائما" وأبدأ  نطالب بتطوير  التشريعات والقوانين التطبيقية لمصلحة مسعفينا من ذوي الٱعاقة  واليوم وللأسف  بتنا نكافح للحفاظ على بقائنا واستمراريتنا وبتنا نطالب بأدنى الحقوق للمحافظه على هذه الاستمراريه فما الخيار أمام هؤلاء الأطفال  إذا توقفت المؤسسات الاجتماعيه عن العمل؟... نحن نطلق  نداءا لأهل الخير واصحاب الايادي البيضاء داخل لبنان وخارجه وخصوصاً المغتربين بالبقاء كما تعودنا بمساعدة مؤسسة شملان والوقوف الى جانبها من أجل استمراريتها وتلبية احتياجات مجتمعها والنضال في سبيل تأمين حقوق مستفيديها واصحاب الحاجة ولتستمر في قضيتها الانسانية و الإجتماعية ويبقى مجتمعها يساندها بهذه القضية ونحن لدينا ايمان كبير بأهل الخير وبأهل مجتمعنا المحلي ومحيطنا ككل.