مقابلة

نظير خداج :كفرمتى اصبحت مقصدا سياحيا

نظير خداج مغترب لبناني 
في كندا حمل قيمه وخبرته الى لبنان ليوظفها في العمل البلدي حيث انه اليوم رئيس بلدية كفرمتى وقد استطاع بفضل جهوده الدؤوبه من تحويل كفرمتى الى وجهة سياحيه مميزة وهي تستعد لافتتاح موسم الصيف عبر مسابحها الخاصه التي تبلغ حوالي المئة. ان كفرمتى اليوم ذات طابع مميز ورئيس بلديتها يعدد الإنجازات فيها مما يجعل تجربته مميزه وتستحق الوقوف عندها.

كيف تقيمون العمل البلدي وهل تسعون لإعادة الترشح مجددا لرئاسة البلديه؟ أنا من المؤمنين بالعمل البلدي الذي يخدم أهل المنطقه وهذا بدافع حب العطاء إذ أن رسالة رئيس البلدية هي الخدمة العامه واطلاق مشاريع تخدم أهل منطقته . 
من المعروف أن منطقة كفرمتى هي منطقه سياحيه ولديها العديد من المشاريع في هذا المضمار لكن في ظل الأزمة الماليه الحاليه ما هو وضع هذه المشاريع وما هو دور البلدية في كل ذلك؟
كفرمتى من القرى الموجوده في منطقة عاليه التي تطور فيها الوضع السياحي رغم الأزمة الإقتصادية التي نعيشها حاليا وقد تطورت السياحه فيها على قواعد قامت تبعا لحاجة الفرد الى العمل. لقد كان هدف البلديه خلال الأزمة تشجيع المشاريع رغم اننا نعتبرها سيف ذو حدين لأن الوضع غير مستقر وهو معرض للإتجاه نحو الفوضى. لكن من ناحية اخرى يوجد في هذه المشاريع فرصة لاسترزاق مجموعه كبيره من العائلات الموجوده في كفرمتى. عندما بدأت الأزمة وبدأ الوضع الإقتصادي بالتدهور كان الأساس هو لتطوير المشاريع السياحيه وقد عملنا في البلديه على تطوير هذه المشاريع بالتعاون مع الجمعيات المحليه والأهالي. لقد شجعنا هذا القطاع بكل طاقتنا وقد تمكنت كفرمتى بالنتيجة من الوصول الى موقع متقدم كقريه سياحيه بامتياز ولدينا حاليا حوالي مئة مسبح خاص. لقد تم الاعتماد على المسابح الخاصه الموجهه للعائلات التي تنشد الخصوصيه الى جانب المتعه وقد شجعت البلديه على إنشاء هذه المشاريع لتحقيق الاكتفاء الذاتي بين الأهالي. من الملاحظ أن الأزمة شجعتكم على الإستمرار بانشاء المشاريع السياحيه فكيف تفسرون ذلك؟ ان الأزمة شجعتنا وشجعت الناس في كفرمتى على ايجاد فرص عمل جديده بعد اقفال المؤسسات وجلوس العمال وموظفي الفنادق في بيوتهم خصوصا أن وجوه كفرمتى الإقتصادية تتنوع ما بين الإنتاج الزراعي الذي يعتمد على الزيتون والحمضيات والخضار والاعتماد ايضا على الوظيفه الحكوميه والإستثمار في القطاع الفندقي الذي توقف خلال الأزمة وقد أراد الأهالي العمل وخلق فرص جديده وقد شجعت البلديه ذلك مما أدى الى نشوء حالة سياحيه متكامله تتضمن بعض الشوائب من حيث التنظيم والإدارة وهذا حال اي شئ جديد في بداياته إذ تتحمس الناس وتتمسك بخصوصيتها ولا ترى المصلحه العامة دون أن ترى بأن التعايش هو أساس النجاح . ان كل تلك الشوائب تم تخطيها حتى وصلنا الى خلق حاله سياحيه مميزه ولدينا اليوم حوالي مئة مسبح خاص بالإضافة الى مسابح للعموم ضمن فئة الدرجه الاولى كما ان نسبة السواح الأسبوعية التي تقصد المنطقه خلال الصيف تتجاوز 6000 نسمه إذ يمضي السائح اسبوعا او ليله او ليلتين وهذا يخلق حالة عمل عامه مفيده في القريه اذ أن حوالي 450 عائله تعيش من هذا القطاع . أما اليوم فقد تغيرت الأحوال إذ عاد الأهالي الى اعمالهم المعتاده فاصبح العمل السياحي مدخولا اضافيا لهم ساعد على تحسين الوضع الإقتصادي في القريه وخفف من وقع الأزمة عليهم . اننا كبلديه نسعى للوقوف الى جانبهم ونأمل ان تتحسن ظروف البلاد وأن تحل كل مشاكله. ان العائله التي تقصد القريه تقوم باستئجار مسبحا خاصا يتضمن بيتا ومطبخا.كما يوجد مسابح لتمضيه يوم فقط .ايضا لدينا السياحه الريفيه وهي متطوره جدا أكثر من المسابح إذ لدينا بشكل اسبوعي ما يقارب الألف شخص الذين يقصدون القريه لرياضة المشي وللمناسبه يوجد مسارات للمشي والتمتع بالطبيعه.كما يوجد في حرش القريه مسارات خلابه تمتاز بجغرافيتها الجميله. ان السياحه الريفيه في القريه أوجد حاله وشهره مميزه وقد كان مشروع المسابح مرادفا لها وعاملا مساعدا. كما لدينا في القريه معمل الحرير وهو بناء قديم جدا .لدينا ايضا مجموعة نواويس من العهد الروماني . اننا نحاول قدر المستطاع خلق حالة سياحيه متطوره تتماشى مع امكانياتنا وحسب مساعدة الظروف لنا. اننا نسعى ايضا لتحسين وضع الطرقات والخدمات . ألم تتأثر القريه بأزمة كورونا من حيث العمل والإنتاج؟ لقد استفدنا من الأزمة تلك إذ قصد الناس مسابحنا الخاصه البعيدة عن الاختلاط بالآخرين والحمدلله أننا وصلنا الى موقع جيد ضمن مشاريعنا رغم انها بحاجة الى المزيد من التطوير في بعض المستويات. . هل يوجد مغتربون في كفرمتى؟ لكفرمتى شهرتها وسط المغتربين وهي مقصد سياحي مهم لهم كما أن الحجوزات لموسم الصيف ممتازه. ان مسابحنا متنوعه ما بين فئة خمس نجوم او أربع او غير ذلك. لماذا تم الإتجاه الى مشروع المسابح الخاصه والتخصص بها بدل الإستثمارات الضخمة ؟ لا يوجد متمولون كبار في كفرمتى اذ لا يوجد فيها أثرياء كبار لذا كان التفكير بمشاريع صغيره ضمن قدرة كل عائله تريد العمل وتأمين مدخولا مناسبا لها . نحن في البلديه وقفنا الى جانب الأهالي وشجعنا المبادره الفرديه انطلاقا من المثل الشعبي "على قد بساطك مد رجليك" .اننا حريصون ايضا على بقاء طابع القريه الطبيعي العفوي إذ لا نريد ان تكون مفتوحه على كل شئ وقد كانت خطوة الضبط والربط مهمه جدا بالنسبه للبلديه حيث بقي الاستثمار خاص بنا ويمثلنا وهو يؤمن مداخيلا جيده للبلديه كما يؤمن سوق العمل للقريه. للحقيقه لم يأتنا أحد من الخارج للإتفاق معه على مشاريع ضخمه . 
على ضوء اتصالاتكم مع المغتربين هل تلمسون نيتهم المجيء هذا الصيف الى لبنان؟ في الحقيقه أنا نفسي مغترب في كندا منذ فتره طويله وقد عدت الى لبنان منذ عشرة أيام وانا ايضا على تواصل مع المغتربين في كندا والخليج والكل متحمس لتمضية الصيف في وطنه والحجوزات في شركات الطيران تشهد على ذلك. يوجد رغبه ومحبه بالقدوم الى لبنان رغم كل اوضاعه الصعبه اذ انه رغم كل الفوضى الموجوده فيه لا يزال يوجد حد ادنى من الأمان فيه. للأسف الدوله اليوم غير موجوده وقوانينها بحاجه الى تطوير وقد سبقت الناس الدوله بفكرها وطموحها وعملها. اننا في كفرمتى وبفضل مشاريعنا ونجاحها شجعنا المنطقه ككل على القيام بمشاريع مماثله.كما اننا نعمل اليوم على تطوير مشاريعنا وتنظيمها لخلق حاله من الإستقرار المادي والمعنوي للأهالي الى جانب تشجيع الآخرين للمبادره والقيام بمثل ما قمنا به فالمنطقه تستحق أن تكون السياحه جزءا اساسيا منها. . . ماذا حملتم معكم كقيم من كندا الى لبنان؟ 
لقد حملناروح الإنسانية فالإنسان هو عنوان كل شيئ في كندا وكل شئ هو في خدمة الإنسان.لقد استطعنا خلق جو المحبه والألفة بين فئات المجتمع في كفرمتى التي مرت بظروف صعبه جدا على مر التاريخ وهي قريه درزيه مسيحيه أثرت الحرب على تعايش أهلها لكن اليوم عاد الانفتاح ما بين الناس مما ساعد على تحقيق التطور .لقد كان أهم اهدافي خلق جو الألفة والمحبه والحمدلله انني استطعت تحقيق ذلك الى حد ما. ان الدين هو وسيله للوصول الى الله والسياسه هي وسيله لتقديم الأفضل للمواطن عبر برامج تخدمه. لقد قدمنا العديد من المشاريع التي تخدم القريه واولها تأمين الكهرباء كما وفرنا الطاقه الشمسيه لمعظم طرقاتنا وأنشأنا ملعبا رياضيا هو مركز مهم لاجتماع الجيل الجديد في القريه . كما يوجد جمعية إنماء كفرمتى التي تعنى بالعمل الإجتماعي وقد تأسس مؤخرا ملتقى كفرمتى ولدينا العديد من الأنشطة الإجتماعية. لقد انجزنا العديد من الأمور اهمها مشروع طاقه شمسيه للبئر الارتوازي في القريه بالتعاون مع وزارة الطاقه واليونيسف. ولدينا ايضا مشروع جديد لضخ الماء للقريه بشكل دائم مع تحسين بعض الطرقات ونعمل ايضا على مشروع لتصنيع الحطب في محاوله منا للتخفيف من قطع الأشجار في ظل غياب الدوله الحالي.