صناعة

دبوسي: طرابلس الكبرى علم لبناني يرفرف على مساحة الوطن

تتابع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي الخطوات المتقدمة ولا تزال على طريق النهوض بالحياة الإقتصادية الوطنية من منظارها الواسع،حيث بات من المعروف لدى المراقبين والراصدين والمتابعين، أنّها مؤسسة إقتصادية كبرى تشكّل الحصن الحصين للمصالح العليا للقطاع الخاص، إذ لم يعد دورها مقتصراً على التقليد ومكبلاً لحركتها الحيوية بل تبدّلت المهام والتطلعات وتوسعت الصلاحيات بإتجاه تعزيز دورها التدخلي في القضايا المجتمعية المعاصرة .
من الملاحظ أن غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال قد  باتت في قلب الحياة الإقتصادية المعاصرة وتطورت خدماتها واتسعت ليصبح لديها مختبرات لمراقبة الجودة تساهم في توفير الأمن الغذائي الوطني وسلامته وجودته. ما الذي دفع غرفة طرابلس والشمال الى تأسيس تلك المختبرات؟  
دبوسي: إن  توفير الأمن الغذائي وسلامته هو عمل إنساني وإجتماعي وإقتصادي ووطني ودولي وقد إعتمدت غرفة طرابلس والشمال إستراتيجية شاملة تجاه ضرورة توفير الجودة في المنتجات الوطنية سواء أكانت زراعية أو صناعية وقد عملت على تأسيس مختبرات مراقبة الجودة لديها وهي من الخطوات التي تعتبر ريادية إذ من المعروف تقليدياً أن الغرف التجارية والصناعية والزراعية لم تكن معتادة على أن يكون لها دوراً تدخلياً في الجوانب التقنية المتعلقة بتطوير الصناعات الزراعية والغذائية ، إلا أن الضرورة والتحديات الصحية والغذائية والشروط التي تفرضها الأسواق العالمية أمام ترويج الصادرات الوطنية حملتنا على تأسيس هذه المختبرات التي حازت على شهادة الجودة الخاصة بالمختبرات 17025 بكفاءة عالية تجسدت بنجاح فحوصاتها المخبرية وإحترامها لتطبيقات المعايير والمواصفات وهي بالتالي معتمدة دولياً وأصبحت من الأوائل على المستويات اللبنانية والعربية والدولية، كما واكبت الغرفة عبر مختبراتها ومركز التنمية الصناعية وأبحاث الزراعة والغذاء عملية إحتضان وتعميق الأبحاث الغذائية والزراعية بمنهجية علمية وذلك بالتعاون مع طلاب الجامعات اللبنانية من جهة  والتنسيق مع المنظمات الدولية لدعم سلسلة الإنتاج الزراعي والصناعات الزراعية والغذائية لدعم الإنتاج اللبناني من جهة أخرى بغية تأمين منتجات تلقى تسويقاً محليا وقابلية للتصدير الى جميع دول العالم.
وتجدر الإشارة الى أن مختبرات غرفة طرابلس والشمال وبالرغم من الأزمة الإقتصادية القائمة في لبنان فقد إزدادت إنتاجيتها وحافظت على تطوير خدماتها كما إستمرت في الحفاظ على الإعتمادية الدولية من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وهي في  نشاط دائم بشهادة المجتمع الإقتصادي اللبناني والعربي والدولي بقطاعاته ومرافقه كافة.
نلاحظ أنكم تقرنون القول بالفعل وأنتم تريدون أن تجعلوا من طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية من خلال المشاريع التي تطلقونها ويترتب عليها أكلاف مادية ضخمة فهل للغرفة  كمؤسسة القدرة على تغطيتها وكيف؟  
دبوسي : إن قراءتنا ومقاربتنا لواقع الإقتصاد اللبناني والإضاءة على مكامن الضعف فيه وكذلك مكامن القوة وجدنا أن نقاط القوة في غالبيتها موجودة في طرابلس الكبرى  وتجسدها قطاعات ومرافق إقتصادية عامة ومن أبرزها: المرفأ، المطار، المعرض الدولي، المصفاة، إضافة الى المناطق الصناعية والزراعية والسياحية وكل هذه المعطيات وسواها من مصادر الغنى الأخرى تُظهر الغنى الإقتصادي في هذه المنطقة وهي التي تشكل الموجبات بأن يتم التوجه نحو إعتمادها عاصمة إقتصادية للبنان وكلنا ثقة أن هذه التسمية التي تطلق على طرابلس تندرج في إطار المصلحة الوطنية العليا وكذلك تأخذ أبعادها المحورية بفعل موقعها الجغرافي ومكانتها الإقتصادية التي تمتلكها عبر التاريخ الإقتصادي اللبناني والعربي والمتوسطي لا سيما أن الإقتصاد لم يعد محصوراً ضمن مدينة أو وطن بل أصبح عالمياً تعززه روح الإنفتاح والتعاون والشراكة والأكلاف المالية التي أشار اليها السؤال إنما يتم توفيرها من خلال تأهيل الأماكن الجاهزة للإستثمار التي تتعطش اليه الشركات المتعددة الجنسيات حينما تتوفر البيئة الآمنة والجاذبة لتلك الشركات ومواطن القوة نستطيع أن نستثمرها معاً لأننا شركاء ولأن ما في طرابلس هو ملك لكل اللبنانيين وهي منطلقاتنا الوطنية الجامعة الشاملة أولاً وأخيراً.
إذن أنتم تطبقون مبدأ الشراكات أليس كذلك؟      
دبوسي : حينما نتحدث عن مكامن القوة والغنى في طرابلس الكبرى فإن لدينا من الحوافز والدوافع التي تمكننا من إطلاق الشراكات بكل الإتجاهات اللبنانية والعربية الدولية لأننا جزء أساسي من هذه المكونات. ونجري بشكل دائم مع منظمات ومجموعات دولية مباحثات حثيثة تتعلق بتنمية وتطوير مشاريع زراعية وغذائية وصناعية وسياحية ونؤكد على أن أية جهة مستثمرة فاعلة تريد التباحث بإقامة مشاريع إنتاجية تطويرية فإن مقصدها حتماً هو غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي لأنها المؤسسة الكبرى الحاضنة والتي تمتلك الإمكانيات المناسبة للشراكات في مختلف البرامج والمشاريع التي تندرج في إطار التنمية المستدامة.
خلال هذه المشاريع ما الذي يميز غرفة طرابلس عن سائر الغرف في لبنان؟    
دبوسي:  نحن لا نريد أن نظهر بصورة التميز عن باقي الغرف  اللبنانية  ولكننا نأخذ بعين الإعتبار أن هذه الغرف تتكامل فيما بينها بالرغم من أن لكل منطقة خصوصيتها وحاجاتها. وأعود لأشدد على أن المشاريع الحيوية التي نطلقها هي مشاريع وطنية تطال مساحة الوطن بكامله وهي نتاج لتجارب ناجحة نضعها بتصرف هذه الغرف وتتلاءم مع ما هو مناسب لهذه المنطقة الجغرافية التي تتواجد فيها هذه الغرفة أو تلك ونحن على جهوزية لتبني وإحتضان أية تجربة موجودة لديها والبحث بإمكانية الإستفادة منها.
هناك زيارات متواصلة ومتعددة تقوم بها وفود دولية الى غرفة طرابلس والشمال بشكل يومي. ما الهدف من تلك الزيارات؟
دبوسي: إننا نرى في مختلف أنواع الزيارات دلالة على مدى محورية غرفة طرابلس والشمال في الحياة الإقتصادية اللبنانية المعاصرة ودورها الحيوي المستمد من ديناميكية القطاع الخاص ومن الرؤية الإقتصادية التي تعمل على بلورتها والمشاريع الإستثمارية الكبرى التي تطلقها ومواكبتها للتطورات المتسارعة التي تشهدها الإقتصادات العالمية وتستند بذلك على مرتكزات إستراتيجية يوفرها الموقع الجغرافي الجاذب في شرقي المتوسط .
ما مدى الأهمية الكامنة في الدورات التدريبية التي يتم تنظيمها في غرفة طرابلس والشمال؟   
الرئيس دبوسي : إننا نجد في تنظيم تلك الدورات التدريبية ضرورة تحتاجها كل القطاعات الإقتصادية وهي تتم في غالب الأحيان بشراكة مع الإصدقاء من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وعدد واسع من المؤسسات الدولية والوكالات المتخصصة والمنظمات غير الحكومية ولقد أطلقنا في الأمس القريب  وفي إطار شراكة لبنانية إسترالية نيوزيلندية مركزاً للتأهيل والتدريب والتوظيف في مقر غرفة طرابلس الكبرى وهي نتاج لعلاقة أقامتها غرفتنا منذ سنوات مع الغرفة اللبنانية الاسترالية النيوزيلندية بهدف فتح الفرص الواعدة أمام جيل من الشباب ورفده في أسواق العمل سواء في لبنان أو في بلدان الأنتشار لا سيما استراليا  وفي ذلك محاولة من خلال تلك الشراكة للعمل على ربط إقتصادنا اللبناني باقتصادات العالم ونتطلع بروح التفاؤل والإنفتاح الى تحقيق المزيد من الطموحات في المستقبل القريب.
هل التناغم قائم على مستوى مجلس إدارة الغرفة في ما يتعلق بالمشاريع والقرارات؟
دبوسي: في الواقع نحن نقوم بتنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الإدارة والتناغم قائم في أجمل صوره من خلال مباركته ودعمه المتواصل لمسيرتنا والإجتماعات التي نعقدها بشكل دائم نستعرض خلالها كل الأمور بروح المسؤولية الإقتصادية الوطنية ونستطيع التأكيد على رؤيتنا ومقاربتنا لشؤوننا الإقتصادية العامة بأنها متكاملة وتترسخ فيها توجهاتنا وتطلعاتنا وطموحاتنا الهادفة الى النهوض بوطننا إنسانياً وإجتماعياً وإقتصادياً من طرابلس الكبرى . ونحن في مسيرتنا لا نسعى إلا الى الخير العام.  
هل خطتكم المتمثلة بالمنظومة الإقتصادية الوطنية والتي طال الحديث عنها مرتبطة الى حد عميق باستقرار الوضع السياسي والإقتصادي في لبنان؟      
دبوسي: نعم وبكل تأكيد لأن من الامور الطبيعية أنه لا يمكن العمل على جذب الإستثمارات الكبرى الى لبنان إن لم يكن البلد آمناً ومستقراً. وما هو مطلوب من الحكم في لبنان هو أن يعطي الصورة اللبنانية التي تعزز الثقة بمكانته الجاذبة للإستثمارات، ولدينا في غرفة طرابلس الكبرى مشروعاً وطنياً بامتياز يحقق طموحات اللبنانيين جميعا ويدفع نحو إزدهار الإقتصاد الوطني ويضع لبنان فعلياً في قلب اقتصادات العالم لأن مشروعنا تجسده منظومة إقتصادية متكاملة تجعل من طرابلس الكبرى موقعاً جغرافياً إستراتيجياً يضم مرفأ يلبي إحتياجات حركة الملاحة البحرية الدولية في شرق المتوسط ومطاراً ذكياً يحاكي المطارات الأكثر تقدماً في العالم ومنصة للنفط والغاز ومناطق صناعية، وهي منظومة تجعل لبنان من طرابلس الكبرى نقطة إرتكاز محورية على المستويات العربية والاقليمية والدولية ونحن متمسكين بهذه المنظومة بإعتبارها مشروعاً وطنياً جاذباً ونقطة إرتكاز للإستثمارات ونحن في غرفة طرابلس الكبرى نضع كل الإمكانيات والطاقات والقدرات  أمام اللبنانيين بكل إخصاصاتهم للقيام بإستثمارات مشتركة لا سيما أن محيطنا العربي والإقليمي ومجتمعنا الدولي يحتاجون الى منصة تنطلق منها كل المشاريع الواعدة وهذه المنصة هي طرابلس الكبرى. ولكن علينا الإبتعاد الكلي عن كل التشنجات والصراعات والتجاذبات ونسعى الى إستتباب الأمن والأمان والإستقرار لأننا نعتقد تماماً أننا لا نستطيع بناء الوطن الذي نورثه لأبنائنا وأحفادنا وفقاً للعقلية العقيمة التي يدار بها البلد.
هل لديكم المزيد من
الأحلام لغرفة طرابلس والشمال؟  
دبوسي: نحن لدينا خطط واقعية هي من أهم الإستراتيجيات القابلة للتنفيذ، وكلما وجدنا المزيد من المشاريع التي تتطلب خطط ودراسات جدوى للقيام بها لن نتـأخر عن طرحها وإطلاقها وتنفيذها ولن نتوانى في ذلك على الإطلاق. ونحن في ورشة عمل دائمة، ولطالما أبلغنا عدداً واسعاً من الوفود المتعددة الجنسيات التي تزورنا أو تلك التي نلتقي بها بخططنا ومشاريعنا ووقفنا على ما لديها من خطط ومشاريع تعود بالمنافع المتبادلة في وقت يعاني لبنان من أمراض كثيرة  وهي شبيهة بأمراض فتكت ببلدان أخرى ولكنها في النهاية إتجهت نحو التعافي ونحن مستعدين لتطوير أفكارنا البناءة وأعمالنا وطموحاتنا لتعزيز خيار الشراكات.  وكلنا ثقة وإيمان وقناعة أن طرابلس الكبرى لا تقبل إلا أن تكون محورية وهي بالنتيجة علم لبناني يرفرف على مساحة الوطن. 
 

الصندوق التعاضدي
لأعضاء غرفة التجارة والصناعة والز ارعة في لبنان

يغطي الصندوق التعاضدي لأعضاء غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان كل الخدمات الصحية والإستشفائية من خلال المستشفيات والمراكز الطبية المنتشرة على الأراضي اللبنانية. ونحن نعمل على تطوير الصندوق لتفعيل تقديماته بما يصب في مصلحة أعضاء الغرف